"رامز النويصري"
هذه الصورة أجزم أن والدتي التقطتها لنا، فهي الوحيدة التي لا تظهر معنا فيها؛ أبي، أختي، أنا.
المكان هو كورنيش طرابلس، أما تاريخ الصورة فأقدر أنه في العام 1977م، فعمري وقتها حوالي خمس سنوات، كما أخبرتني أمي. أما الكاميرا التي التقطت بها الصورة فكانت تعمل بنظام الفلاش القابل للتغيير، وفيلم 110. كان لها غلاف جلدي أسود اللون، وظلت في الخدمة حتى حصولي على الشهادة الثانوية، حيث صورت بها مشاركتي بمسابقة الشعر على مستوى مكتب تعليم طرابلس العام الدراسي 1990-1991م تقريباً.
كثيرا ما جلست إلى أبي وأنا أتصفح مجموعة الصور القديمة، هذه، وأسأله عن الأماكن والمناسبات، ولماذا فجأة تغيرت الظروف، فوالدي لم يعد يلبس البدل كما في أغلب صوره القديمة؟
وأحياناً أقوم بسؤاله عن سبب توقفه عن تسجيل الأغاني، خاصة وهو الذي كان يملك جهاز تسجيل مزوداً بمايك، وكان يسجل الأغاني، وفيما بعد بعض الأحاديث بيننا.
الكثير من الأسئلة لم يكن أبي يجيبني عنها، كان ينظر إليَّ فقط ويقول: غُدوه تكبر وتفهم.
كبرت، ولأني فهمت - كما أزعم - وجدتني أجيب ابني بنفس العبارة، عندما شاهد إحدى الصور القديمة، وقارنها بالوضع الآن.
مواليد القاهرة، شاعر وناقد ومحرر، صدرت له عدة كتب توزعت بين الشعر والنقد. مؤسس ومدير موقع بلد الطيوب. عمله الأساسي مهندس صيانة طائرات شركة طيران النفط.