"محمد كرازة"
حبي لفن التصوير الفوتوغرافي منذ سنة 1958م في مدينة جادو على يد السيد عريبي وشاح وهو موظف إداري بقائم مقامية وسط منطقة جبل نفوسه بجادو. وفي أوائل سنة 1959م وبعد زيارتي لطرابلس تعرفت على المصور علي إبراهيم بن بشر الرياني صاحب محل التصوير الفوتوغرافي الواقع في بداية 24 ديسمبر المسمى (مصوراتي فوتو فيلم) الذي أتاح لي فرصة تعلم فن التصوير وتحميض الأفلام وطبعها، وكان يعمل عنده في الفترة المسائية فنيان أحدهما إيطالي والآخر فني ليبي يعمل رسمياً بقسم التصوير التابع للبوليس الاتحادي ويدعى عبد الحميد الشماخي، وهما يعتبران أفضل فنيي الطبع والتحميض على نظام مكبر دورست في ليبيا آنذاك؛ فأتقنت هذا الفن برعايته حيث أعطاني الفرصة في الفترة الصباحية.
وبإكتسابي هذه الخبرة صرت مؤهلاً، فقمت بطبع صورة بمقاس متر وعشرة سنتيمترات في مترين بقلب نظام مكبر الطبع؛ حيث كان هذا العمل يحتاج لمكبر من نوع خاص وكذلك أحواضاً للتحميض بحجم يزيد عن متر ونصف في مترين ونصف، أو لآلة تعمل بنظام السيور، ولكن بالتحايل واستغلال غرفة خالية من الأثاث نجحت الفكرة وتمكنت من أن أقدم أكبر صورة للفنانة أم كلثوم التقطتها لها من حفل الليلة الماضية، وكانت مفاجئة لها حيث صرحت للصحافة أنها تعتبر هذه الهدية أغلى من كل الهدايا التي تلقتها. والصورة التي التقطت لنا وأنا أسلمها صورتها التي قمت بالتقاطها وطباعتها وإهدائها لها كانت في بيت السفير المصري أثناء تسليم الهدايا والتبرعات للمجهود الحربي لفلسطين، في تلك الفترة كنت مصوراً صحفياً ورئيس قسم التصوير لجريدة العلم التي تعد امتداداً لجريدة طرابلس الغرب.
مواليد يفرن، مصور صحفي، عميد المصورين الليبيين.